الاقتصاد في عصر الذكاء الاصطناعي!

الاقتصاد في عصر الذكاء الاصطناعي!

Manahel Thabet
Manahel Thabet

يتميز اقتصاد الذكاء الاصطناعي، بعالميته، وتوجهاته نحو آفاق التكامل العالمي، بالإضافة إلى أن تكنولوجيا المعلومات، تتصف بملكيتها العامة، وإمكانية الوصول، إذ إنها متاحةٌ للجميع.

كما يتميز هذا الاقتصاد بالتنوع الهائل، حيث هناك إنتاج كثيف للمنتجات، والتي تلبي جميع رغبات الزبائن المتنوعة، وعدا ذلك، فاقتصاد المعرفة يتميز بالانفتاح في طبيعته، حيث هناك تعاون مشترك بين الشركات في عملية الإنتاج والتسويق، كما تتسم منتجاته بدورة للحياة، أي أنها تبتعد عن الدورة الطويلة للمنتج، إلى التسارع والتدفق التنافسي.

ولعل هذه المميزات، تجمع في ثناياها مزايا عديدة، فهي ليست فقط تعبيراً عن هوية اقتصاد الذكاء الاصطناعي، بل إنها تعتبر امتداداً حيوياً لكل الأنظمة الاقتصادية السابقة، واختزالاً عصرياً لما سبق من النظريات، بدءاً من الاتجارية أو الميركانتيلية الاقتصادية، مروراً برأسمالية آدم سميث والاشتراكية الماركسية، وكذلك المرور على وسطية نظرية جون كينز، التي تقف بين الاشتراكية والرأسمالية. إنها حالة أنتجتها تراكمات المعرفة البشرية، على مر العصور.

وكما يبدو، فإن الفضاء الذي يتيحه اقتصاد الذكاء الاصطناعي، يذهب إلى أكثر من ذلك، فبدلاً من اقتصاديات السوق التقليدية، الخاضعة للضرائب الباهظة، نجد أنه يمنح المساهمين فضاءات أرحب.

حيث إن التجارة والاستثمار فيه، معفاة تماماً من الضرائب، وربما مبرر هذا أيضاً غياب الحوكمة، لولا أن مذهب الحرية الاقتصادية، الذي يرمي إلى إعفاء التجارة الدولية من القيود والرسوم، يتحقق حرفياً في هذه الفضاءات، بعد أن ظل حلماً يراود أرباب الأموال، ورجال الأعمال لمدىً طويلٍ من الزمن.

لقد أتاح اقتصاد الذكاء الاصطناعي، امتيازات أكبر من أي وقت مضى، لأي مواطن في هذا العالم، حيث صار بالإمكان لأي شخص في هذا العالم، أن يستثمر في المحافظ النقدية الإلكترونية، وكذلك الاستثمار في أسواق الأسهم المالية، بشكل يضمن له الاستفادة مستقبلاً من هذه الاستثمارات، وبدون شبهات، وبما يضمن له أيضاً، أن يعيش كبره وهرمه ببال مطمئن، وبلا منغصات مالية، أو احتياج لضمان اجتماعي.

إنه اقتصاد ذكي شديد المرونة، وإذا كانت عملية الأتمتة التي يفرضها، قد تعتبر أحد معايبه، من وجهة نظر البعض، إلا أنه، رغم ذلك، يفتح الباب على مصراعيه من جديد، أمام الأنساق الجديدة من التوجهات العلمية والبحثية والتعليمية، ويفرض بالضرورة، سهولة الوصول إلى المادة العلمية، بكل أنواعها، أي أنه يحطم المركزية، التي اتسمت بها المؤسسة التعليمية دائماً.

فتحقق بذلك مبدأ «المعرفة إنسانية»، وصار لكل فرد في هذا العالم، مطلق الحرية في أن يتعلم ما يناسبه، وما يريده ويختاره، وبدون أي إملاءات أو شروط أو قيود، ما يسمح بدوره بالارتقاء بالمعرفة البشرية أكثر مما كان.

كما تثري منتجاته العملية البحثية، من دون احتكار أو تمثلات مركزية من أي نوع، وشيئاً فشيئاً، سيتمكن العالم من التحكم المطلق بزمام هذه التراكمات المعرفية، التي تلخص تاريخاً طويلاً للبشرية، بدأ منذ أول وجود للإنسان على هذا الكوكب، ولن يقف في وجهه شيء لا يستطيع التصدي له، كالجوائح، وما يعد حالات طوارئ، بكل أشكالها، أو بمعنى آخر، إن الصناعات البحثية تزدهر يوماً بعد آخر، ولن تتوقف أبداً هذه الحضارة الإنسانية عن الارتقاء أكثر فأكثر، وسيصبح كل ما حلمت به البشرية ذات يوم، حقيقة ملموسة على أرض الواقع. وللحديث بقية.

صحيفة البيان

Related Post:

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on whatsapp
WhatsApp

Videos:

35
Play Video
Manahel Thabet Ph.D. – President participated in the first Economic Leadership Workshop
Play Video
en_USEN